بسم الله الرحمن الرحيم
الطريق إلى قلبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكل منا شخصية مستقلة هي أشبه ما تكون كبصمة الإبهام، قد نلتقي في بعضهاغير أننا لا يمكن أن نكون متطابقين أبداً.
و المرء منا كثيراً ما يتمنى أن يهتدي إلى بداية الطريق نحو قلوبالآخرين أو أن يهتدي الآخرون إلى بداية الطريق إلى قلبه.
فمن منا لا يرغب في أن يكون مقبولاً عند الآخرين؟؟ أو يرغب الآخرون فيأن يكونوا مقبولين عنده؟؟
تلك بلا شك هي أمنية الأمنيات لدى كل عاقل راغب في أن يجد الطريق إلىقلوب الآخرين و أن يجد الآخرون الطريق إلى قلبه.
سأل مرة حكيم وردة ليلاً وهو واقف أمامها قائلاً:
لِمَ أنت يا وردة زاهية الألوان؟؟
و لِمَ أنت يا وردة عطرة الرائحة؟؟
فلم تجبه، غير أنه مكث بقربها الليل بطوله ينتظر جوابها حتى أشرقتالشمس و خضب نورها وجه الوردة، فإذا به يرى النحلات يقبلْنَ عليها بشغفٍ.
فتبسم ضاحكاً مما رأى و أدرك جيداً أن قبول الآخرين والإقبال عليهم يبدأفيهم، و ينتهي عندهم.
فمن جمل نفسه بمكارم الأخلاق ظاهراً و باطناً عرف كيف يجد الناسالطريق إلى قلبه؟
قال تعالى: ( و إنك لعلى خلق عظيم).
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( إنما بعثتُ لأتمم مكارمالأخلاق).
و قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت×× فإن همُذهبتْ أخلاقهم ذهبوا
و قال أيضاً :

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه×× فقوم النفسبالأخلاق تستقمِ
و قال حافظ إبراهيم:

و إذا رزقتَ خليقة محمودة×× فقد اصطفاكمقسم الأرزاقِ
و في الأخير أقول بأن الطريق إلى قلبي يبدأ مني، فإن كنت خلوقاً عنالناس الطريق إلى قلبي و إن كنت مسيئاً ضلوا الطريق إليه.


بقلم/ نديم القلوب