بسم الله الرحمن الرحيم
افطار الصائمين
الحمد لله رب العالمين فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
والصلاة والسلام على خير الانام محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه الاخيار الاطهار الذين جاهدوا معه حق الجهاد وماتوا وهو راضٍ عنه وهداهم بإذن الله الى صراط مستقيم..
اما بعد...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183) أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن
تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ
الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(185) سورة البقرة
موضوع افطار الصائم موضوع هامٌ يهمُّ المسلمون ويُغيظُ الكافرين ، فنحن نصوم منذ طلوع الفجر الصادق (الثاني) أي من أذان الفجر إلى غروب الشمس يعني أذان المغرب.
ويقول بعض العلماء أنه يجب الانتظار قليلا بعد أذان المغرب حتى نتأكد من غروب الشمس!!!
فهذا كلامٌ غريبٌ وليس له في الأحاديث دليلٌ ولا شاهدٌ ، فنحن نقول باسم الله
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا
كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ
تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(187) سورة البقرة
قال ابن كثير رحمه الله (وكان السبب في نزول هذه الآية كما تقدم في حديث معاذ الطويل وقال أبو إسحاق عن البراء بن عازب قال كان أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فنام قبل ان يفطر لم يأكل إلى مثلها وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما وكان يومه ذلك يعمل في أرضه
فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال هل عندك طعام قالت لا ولكن أنطلق فأطلب لك فغلبته عينه فنام وجاءت امرأته فلما رأته نائما قالت خيبة لك أنمت
فلما انتصف النهار غشى عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية « أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم » إلى قوله « وكلوا واشربوا
حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر » ففرحوا بها فرحا شديدا ولفظ البخاري « 1915 4508 »)
قلت: هؤلاء يزعمون أن (وأتموا الصيام إلى الليل) معناها الليل السواد كاملاً ، فهؤلاء ابتلوا بثلاثة أمورٍ.
الأول: جهلهم بلغة العرب ومعنى كلمة الليل
جاء في "القاموس المحيط" (1364) : "اللَّيْلُ : من مَغْرِبِ الشمسِ إلى طُلوعِ الفَجْرِ الصادِقِ أو الشمسِ" انتهى .
وجاء في "لسان العرب" (11/607) : "اللَّيْلُ : عقيب النهار ، ومَبْدَؤُه من غروب الشمس" انتهى .
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية :
"وقوله تعالى : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) يقتضي الإفطار عند غُرُوب الشمس حكمًا شرعيًا" انتهى .
"تفسير القرآن العظيم" (1/517) .
بل نبه بعض المفسرين إلى أن استعمال حرف الجر (إِلَى) في الآية يفيد التعجيل أيضا ، لما تحمله دلالة هذا الحرف من انتهاء الغاية .
قال العلامة الطاهر ابن عاشور رحمه الله :
" (إِلَى اللَّيْلِ) غاية اختير لها (إِلَى) للدلالة على تعجيل الفطر عند غروب الشمس ؛ لأن (إِلَى) لا تمتد معها الغاية ، بخلاف (حتى) ، فالمراد هنا مقارنة إتمام الصيام بالليل " انتهى.
"التحرير والتنوير" (2/181) .
الثاني: إدعاؤهم أنَّهم خيرٌ من النبي والصحابة والقرون السابقين
الثالث: التلبيس على الأمة ونشر الفتنة بينهم
فالرد على الأول : أنَّ الليل هو ضدُّ النهارِ وهو يبدأ بغروب الشمس ، وليس بسواد السماء كما يزعمون ، فقد قال الإمام أحمد « 5/147 » حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لهيعة عن سالم بن غيلان عن سليمان بن أبي عثمان عن عدي
بن أبي الحمصي عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتي بخير ماعجلوا الإفطار وأخروا السحور. وأي شرٍّ أكبر من مخالفة أمر النبي وتأخير الفطور ونحن مأمورون بتعجيله ؟
واحتجَّوا بآيات الصلوات فقالوا (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا) سورة الإسراء آية 77
قلت : دلوك الشمس أي غروبها إذًا أحلَّت صلاة المغرب وغسق الليل يعني صلاة العشاء ، فلا أدري كيف يستشهدون على الفطر بآية للصلاةِ ؟
و النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أذنَّ المغرب أفطر على رطباتٍ فإذا لم يجد على تمراتٍ فإذا لم يجد حسا حسوات ماء ، فهذا يعني أنَّ الافطار يكون بمجرِّد سماع الأذان ولا يجوز تأخيره.
وقوله « ثم أتموا الصيام إلى الليل » يقتضي الإفطار عند غروب الشمس حكما شرعيا كما جاء في الصحيحين « خ 1954 م 1100 » عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا فقد أفطر الصائم.
فذهاب النهار يعني مجئ الليل قطعاً ، وذهاب الليل بشروق الشمس هو مجئ النهار قطعًا ، لكن نحن مأمورون بالامساك عن الاكل والشرب والجماع بطلوع الفجر يعني قبل شروق الشمس وليس عند الشروق!
وقال الإمام أحمد « 2/237 » حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثنا قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل إن أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا ورواه
الترمذي « 700 » من غير وجه عن الأوزاعي به وقال هذا حديث حسن غريب
والمؤمن يطيعُ اللهَ ورسوله ولا يتكلَّفُ في المعاني ، ولا يتأوًَّل الكلام من عنده بغير علمٍ.
الرد على الثاني: أنَّ هذه السنة مضى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الأولون والتابعون لهم بإحسانٍ حتى ثلاث أو أربع قرونٍ ثم قويَ
أمر الفاطميين في مصر والعبيديُّون فتأوَّلوا في الدين وظهرت منهم فرقٌ كثيرةٌ مخالفة للشرع لا دليل عليهم ولا برهان من سنة ولا قرآنٍ فقالوا بلا علم ولا هدى فضلُّوا وأضلُّوا كثيرا من الناس.
ونحن علماؤنا هم الصحابة الكرام ومن أخذ منهم بإسنادٍ صحيحٍ وكُتبنا شاهدة على ذلك في الصحاح والسنن والآثار ، وحتى علماء الشيعة الجعفرية
وهذا من كتاب وسائل الشيعة :
[ 13022 ] 1 ـ عبدالله بن جعفر في ( قرب الاسناد ) عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن الهيثم ، عن حسين بن أبي العرندس قال : رأيت أبا الحسن موسى ( عليه السلام ) في المسجد الحرام في شهر
رمضان وقد أتاه غلام له أسود بين ثوبين أبيضين ومعه قلة وقدح ، فحين قال المؤذن : الله أكبر ، صب فناوله وشرب .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك هنا (1) ، وفي الاذان (2) ، وفي المواقيت (3) .
وأيضا [ 13018 ] 5 ـ قال الصدوق : وقال الصادق ( عليه السلام ) : إذا غابت الشمس فقد حل الافطار ووجبت الصلاة .
وأغلب من غالوْا في تأخير الافطار إنَّما فاته هذا لأنَّ الحكمة هي تعجيل الصلاة ، كي لا يُسرف الإنسان في الأكل فيثقل عن الصلاة.
الرد على الثالث: أنَّ الأمَّة اليوم في ضعفٍ شديدٍ ، فلا فلسطين بين أيدينا ولا الشام مرتاحة من الصواريخ والقتل والذبح وفوق كل ذلك يفتنوننا في ديننا وصلاتنا وصيامنا فهلَّا انتبهوا لأنفسهم قبل أن يفتنوا المسلمين!؟
هذا بالنسبة للدليل الشرعي أمَّا أنا فلازلت في جهادٍ في الأمر فقمت بالتالي:
أولًا : خرجت أول أمس وقت الغروب في الكويت يوم 22/7/2012 الساعة 6 مساء و 43 دقيقة وكان أذان المغرب بعد أربع دقائق ونظرت في السماء فكانت الشمس غائبةً كُليًّا ، والسماء مائلة للظلمة الزرقاء المسودِّةِ ، وغاب الشفق الأحمر.
وهذا دليل غياب الشمس النظري.
ثانيًا :
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً(78) سورة الاسراء
>> يقول تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم آمرا له بإقامة الصلوات المكتوبات في أوقاتها « أقم الصلاة لدلوك الشمس » قيل لغروبها قاله ابن
مسعود ومجاهد وابن زيد وقال هشيم عن مغيرة عن الشعبي عن ابن عباس دلوكها زوالها ورواه نافع عن ابن عمر ورواه مالك في تفسيره عن الزهري عن ابن عمر وقاله أبو برزة الأسلمي وهو رواية أيضا عن ابن مسعود
ومجاهد وبه قال الحسن والضحاك وأبو جعفر الباقر وقتادة واختاره ابن جرير ومما أستشهد عليه ما رواه عن ابن حميد عن الحكم بن بشير حدثنا عمرو بن قيس عن ابن أبي ليلى عن رجل عن جابر بن عبد الله قال دعوت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومن شاء من أصحابه فطعموا عندي ثم خرجوا حين زالت الشمس فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال اخرج يا أبا بكر فهذا حين دلكت الشمس.
« لدلوك الشمس إلى غسق الليل » وهو ظلامه وقيل غروب الشمس أخذ منه الظهر والعصر والمغرب والعشاء
وقوله « وقرآن الفجر » يعني صلاة الفجر وقد بينت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواترا من أفعاله وأقواله تفاصيل هذه الأوقات على ما
عليه أهل الإسلام اليوم مما تلقوه خلفا عن سلف وقرنا بعد قرن كما هو مقرر في مواضعه ولله الحمد<<
من تفسير ابن كثير
ولو تفحصَّت أي تفسير لوجدت ذلك مجمعًا عليه فليس كل من استشهد بحديثٍ أو آيةٍ في غير موضعها يعتمد عليه خاصة أنَّ الأمة اليوم تعاني من عدة أعداءٍ.
أولًا اليهود والنصارى وأغلبهم مستشرقون أي يعرفون العربية ويقرؤون السيرة النبوية ثم يكتبون آراءهم فيها فيزيدون ويطعنون كما يشاؤون.
ثانيا : منافقوا الأمة وهم أفعال المسلمين من صلاة وصيام لكن يطعنون في الدين ويشكِّكون في النبوِّاتِ والأحادبث ويفسِّرون القرآن على أهوائهم طمعًا في الشهرة أو كسبٍ مادِيِّ والله المستعان.
ثالثًا: علماء ولكن يُخطئون وقد قال أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب ما يضيع الإسلام إلا بثلاث: جدال منافق وزلة عالم وأمراء ظالمون.
يعني الخلاصة صوموا وافطار وانتم مطمئنون فإنَّ الأذان يُؤذِّنُ والشمس غائبةٌ ، ولا حاجة لصعود جبلٍ حتى تروها فهذا تكلُّفٌ وتنطُّعٌ في الدين لم نُأمرْ به ولن نُثاب عليه بل هو فتنة .
هذا والله أعلم وصلى الله على نبيا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
خادم الاسلام محمد جهاد احمد ابو شقرة كتبه 24/7/2012 الموافق 5 رمضان 1433 هـ
منقول
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
المشاركات
الإعجابات
موضوع: وقت افطار الصائم هو غروب الشمس 
7/21/2013, 15:35
