بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم انا نسألك السداد والتقوى ، ومن القول والعمل ما ترضى .. وبعد :

موضوع المداخلة : الرد على شبهات د . عدنان ابراهيم الواردة في برنامج في العمق مع الدكتور عدنان إبراهيم ..
وقبل البدأ: اجيب عن سؤالين سيتبادران الى ذهن الدكتور ومؤيديه وبعض القراء ..

السؤال الأول :

من يكون الناقد : الناقد هو اي عالم او طالب علم يهتم بالحجة لا بالاشخاص وهذا يعرفه الدكتور جيداً ..
ويعرفه من لا يعرفه الآن .. عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم :
* { بلغوا عنّي ولو آية }
* { نضر الله وجه امرئ سمع مقالتي فوعاها ، فبلغها كما سمعها " بلا تحايل بلا تشويه " .. فرب مبلغ اوعى من سامع ، ورب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه الى من هو افقه منه } ..

السؤال الثاني :

لماذا النقد وجوباً لحلقة سُردت فيها حفنة من الافكار على عجالة .. ولم تأخذ الاجابة فيها حقها من الوقت ..
بدل ان يكون النقد لموضوع خطبة تم سرد ادلتها بالتفصيل ؟

وهذا لامرين :

الأول : ان اللقاء مكن المشاهدين من اخذ فكرة عامة يصعب الحصول عليها من مشاهدة سلسلة من المحاضرات او الخطب التي القاها الدكتور .. ومنها الاسئلة والاجابات السريعة .
الثاني : اني كنت قد بدأت بمتابعة المحاضرات الخاصة بالجانب الفلسفي ، ثم استوقفتني الهوة الشاسعة بين الموضوعات وطريقة تسخيرها في الحكم .

ولهذا رايت البدأ بوضع النقاط على الحروف انطلاقا من هذه المشاهدة ..
ولا يعني هذا اقتصاري في النقد على المشاهدة وحدها وانما ساضعها في سياق ما تابعته من موضوعات نوقشت بالتفصيل في مشاهد سابقة ..

ابدأ واضعا رابط الحلقة ليعرف القارئ عن ماذا نتكلم .. وآتي بعدها للتفاصيل :



القضية الاولى :
قضية معاوية " رضي الله عنه " ولماذا معاوية بالذات ؟
الاجابة من الدكتور : لانه حرف الخلافة من كونها شورى وتعاقد الى ملك عضود .. من ثم بانه اول من ارسى ركيزة توريث الحكم لابنه يزيد ..
ويزيد الذي شرع القتل لاهل البيت ..

الرد : هذا الجواب لا يليق بمفكر اسلامي ، لان الفتنة لم تكن بين معاوية وال البيت ..
وانما بين طائفتين مسلمتين ولهذا وقف مع معاوية مجموعة من الصحابة ومنهم مبشرين بالجنة ..
وطعنه في معاوية يعني طعنه ضمنا بكل من وقف معه من الصحابة والاسائة اليهم .. ومنهم " عائشة ام المؤمنين " ..
وقد سمعت في خطبة عن معاوية اخذه برواية ضعيفة" عن شربه الخمر " ..والاحتجاج بها كدليل لانها وردت في احد المصادر السنية ..
وراوايها هو الحباب بن منذر وقد انكرها علماء السند لسببين :
1 - راويها هو الحباب بن منذر " من تابعي التابعين " .. اي جاء بعد معاوية بما لا يقل عن 50 سنة ..
2 - وانه ليس من اواثق الحفاظ
ويفترض بباحث بهذا المستوى ان يحسن الظن بالصحابة قبل ان يضمر السوء لافعالهم .. !!
وطائفة أخرى وقفت مع الحسن والحسين كان فيهم ايضا من كبار الصحابة ..
وطائفة ثالثة من كبار الصحابة اعتزلت " الفتنة " .. ولم تشارك مع اي احد ..
وكنا نتوقع من حضرتك التأول لمعاوية ومن وقف معه من الصحابة بنية الخير للاسلام .. كما تأولت لوصف الثورة الايرانية على يد الخميني بالاسلامية ..
رغم انها بنيت على مبادئ كفرية .. وانزال الامامة منزلة الرسول واكثر " ان للامامة مكانة لا يطالها نبي مرسل ولا ملاك منزل " ..
اذاً : هذا انحياز ساذج لآل البيت .. وتعصّب بنيوي لفتنة اشعلها يهودي .. وانسياق الى نبش جثامين الفتنة بعد نومها لدى العارفين من السنة والشيعة ..
هذا لا يعني بان الصحابي حتى وان كان ابو بكر وعمر هم ملائكة .. ويستحيل عليهم الخطأ .. والا لكانوا انبياء وليس بصحابة .. ولا احد قال بهذا ..
لكن واجب المسلم ان يحترم ابويه حتى لو جاهداه للشرك " وقل لهما قولا معروفا واتبع سبيل من اناب الي " ..
وذات الواجب مستحق للصحابة كلهم " صغيرهم وكبيرهم " " مهاجريهم وانصارهم " ..
في قوله تعالى " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا " ..
ولاحظ اغفر : بمعنى ان الصحابي يخطىء .. وواجبنا الاستغفار له .. لا الانسياق الى ذر الرماد في العيون بحجة التقريب .. !!
وشخصنة المسائل بالتضمين .. وهنا اوضح للقراء هذا المنهج الاعوج بمثال :
أخي أخطا ووقف معه في هذا الخطأ انا وابي وباقي اخوتي .. المسالة هنا لا تصبح اخي أخطأ .. وانما اخي أخطأ ونحن اخطئنا بتأييده .. فكلنا في الخطأ سواء ..
فعندما تريد ان تشتم بانصاف : اشتمنا جميعا ولا تشتم اخي وحده .. ثم يكون نقاش الخطا بعد ذلك مسالة أخرى ..
وهذا مثال للتقريب .. واعود للتاكيد بان المنهج القرآني واضح وحاسم في الاية التي ذكرتها .. وغيرها من الايات التي تترضى عن جميع الصحابة ..


ملاحظة :
هنا اشير بان المتابعة للمقطع اصبحت صعبة لان عدة قضايا تطرح ، منها :

* السؤال : هل تستهويك الخصومات ؟ يجيب لا تستهويني الخصومات !!
ووظيفة المفكر هي مخاصمة الافكار التي يدرسها .. اتوقع بان الاجابة دعابة او مثالية بعض الشيء .. خصوصا وقد قال بانه وبعد درس " نصف ساعة " امتدت قضية معاوية لعدة محاضرات .. هذا ليس عيباً ان تعترف بانك مبين في الخصام .. وطبيعي ان يخاصمك الآخرون عندما تطرح افكار .. فاذا كنت لا تحب الخصام امض في موضوعك ولا ترد عليهم .. جوابك خاطىء يا دكتور ..

* السؤال من انت : الجواب ابن نفسي ، وشيخ نفسي !!
ج رحم الله سلمان الفارسي عندما سؤل من أنت فاجاب : أنا سلمان ابن الاسلام .. ليست هنا القضية .. من الجيد ان تتعب على نفسك .. وهذا لا يعني انك ملهم .. او ان الوحي ينزل بافكاره عليك ..
لا بد من وجود مفكرين ، فلاسفة ، علماء تأثرت بهم .. وليس من العيب ان تعترف لبعضهم بالفضل .. في النهاية انت مفكر حيادي كما تصف نفسك .. تقرأ للجميع .. والجميع لا يكتب بذات الطريقة .. !!
لا باس .. لنمضي ..

القضية الثانية وهي موضوع الحلقة : الدولة المدنية والدولة الدينية

التعريف كان جميلاً وصحيحاً بالنسبة للدولة المدنية ( الديموقراطية ) ..
دولة المؤسسات .. والحد الادنى ..

اما الكارثة العظمى فكانت تعريف الدولة الدينية او الثيوقراطية ..
واقسمها الى حروف لاستطيع الرد بشيء من التفصيل :
يقول الدكتور عدنان : دولة يحكمها شخص او عدة اشخاص ... أ - ويكون للحاكم فيها حق التشريع باذن الله ..
ب ويكون له حق الطاعة والتقديس ..
ج - ثم يقول : هذه الدولة لم تعرف في تاريخ المسلمين قط ..
د - ثم يقول عن الدولة الاسلامية التي اقامها الرسول في المدينة بانها :
دولة مدنية بمرجعية اسلامية .. ومصدر السلطات فيها هو البيعة ..
هـ - ثم يقول ان للحاكم " وهو الرسول في المدينة " ليس له حق التشريع ..
وبان تصرفاته غير ملزمة حتى الى اليوم ..
و - ثم يستدل على ذلك ببيعة العقبة الثانية : " بايعوه على ان يمنعوه ما يمنعوا منه نساؤهم وازرهم " ..

الرد على أ ، ب : هذا التعريف يا دكتور ليس تعريف الدولة الدينية عند المذهب السني ..
قد تكون افصحت لنا عن الامامة في المذهب الشيعي .. وبهذا الشكل تكون دولة كفرية لا دولة دينية ..
في الدولة الاسلامية : السيادة " التشريع لله وحده " في قوله تعالى " ان الحكم الا لله " ..
فليس للحاكم ان يشرّع وانما يحكم بالشرع " القرآن والسنة " .. ويجتهد وفق " القرآن والسنة " في القضايا المستجدة ..
والسلطان للامة : الامة لها حق اختيار الحاكم ليحكم بما انزل الله .. وله حق الطاعة " اطيعوني ما اطعت الله فيكم فان اسات فقوموني " من خطبة ابي بكر عند توليه الخلافة ..
وهكذا خطبة سائر الخلفاء على كافة العصور الاسلامية حتى هدمت دولة الاسلام .. وليس له حق التقديس " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " ..
فالحاكم عندنا ليس معصوما كما يقول الشيعة الضالون عن ائئمتهم .. وليس فوق القانون ..

الرد على ج - كذبت : وانما هذه الدولة عرفت على مدار التاريخ الاسلامي
وقد طبق الاسلام كشريعة ونظام حياة شامل في كافة العصور ..
الاسلام باركانه الخمس :
الشهادتين ، الصلاة ، الصيام ، الزكاة ، الحج ..
ولا زالت هذه الاركان ماثلة رغم غياب الدولة الدينية ..
وطبق بتفصيلاته : الجهاد ونشر الدعوة ، الغنائم ، الصدقات ، الحدود ، الميراث ، الزواج ، الطلاق ، القضاء .. معظم احكام القرآن حسب الطاقة الممكنة من المسلمين " البشر " ..
البشر بوصفهم بشر ، لا ماكنات تتمتع بخاصية 0 ديفكيت .. الاسلام طبق بامتياز بقواعده الشاملة في اربعة جوانب على الاقل
1 - الاجتماعي 2 - الاقتصادي 3 - السياسة الخارجية 4 - التعليم
الجانب الخامس الحكم : حصل به بعض الاخطاء الممكنة على البشر ..


الرد على د عجبت فعلا من هذا الجواب الذي ينأى عنه عقل طفل ..
البيعة ليست مصدر للسلطات .. وانما الية لاختيار الحاكم .. القران هو مصدر السلطات .. وليس البيعة .. عجيب فعلاً .. !!

الرد على هـ الرسول ليس له حق التشريع صحيح فهو لم يأت بالشريعة من عنده ..
وانما هو " وحي يوحى " .. وافعال الرسول ملزمة الا في الجانب الدنيوي ..
وما هو الجانب الدنيوي " الرسول يا دكتور ليس طبيب ليأت اليه الناس لعمل عمليات جراحية .. او مهندس : يات اليه الناس لاستشارته ببناء بيوتهم ..
لكن افعاله كلها ملزمة وهي السنة الملزمة والتي يستن بها المسلم : كل ما ورد عن الرسول من قول او فعل او تقرير
فالرسول عندما ينهى عن زواج المتعة : فهذا ليس اجتهاده ولا تشريعه .. وانما تشريع من الله بلغنا اياه ويلزم به جميع الحكام بالعمل به ومعاقبة من يفعله ..
وعندما يأمر ابو بكر بالصلاة بالناس عند مرضه ويصر عليه لا على غيره فهذا ليس هواه .. وانما يعني تقديمه للخلافة من بعده ..
وهكذا لا اضلك الله ..

الرد على و لا اعرف ان تعمدت الكذب هنا او انك لم تقرأ ..
فبيعة العقبة الثانية تضمنت على ان يعبدوا الله لا يشركوا به شيئا ..ومن ضمن عدم الاشراك " ان لا يجعلوا عقولهم مصدر للاحكام كما تفعل انت " ..
ومن ثم ما ذكرته " ان يمنعوه مما يمنعوا منه نسائهم وازرهم " .. ارجع للصحاح .. وصحح معلوماتك ..
واليك نص البيعة الثانية { –والنص لمالك- ، عن عبادة بن الصامت : بايعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) على السمع والطاعة ، في العسر واليسر ، والمنشط والمكره ، أن لا ننازع الأمر أهله وأن نقول ( أو نقوم) بالحق حيثما كنا ، لا نخاف في الله لومة لائم(13) )) قال السيوطي : ((يريد الملك والإمارة )) (14).
اي الملك والامارة ركن ، والقيام بالفرائض ركن .. وفي الصحاح ايضا وردت اضافات اخرى تتعلق بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ..

القضية الثالثة :

وهو سؤال وجهه الظفيري عما اذا كان يوجد نظام حكم " سياسي " للاسلام .. أ فاجاب : بانه نظام بمبادئ عامة وترك التفاصيل للاجتهاد البشري...
ب ثم يتابع : تجربة الخلافة الراشدة تركت ما يعرف بالفراغ الدستوري .. " ثغرات دستورية واضحة الى اليوم " ..
الثغرة الاولى : مدة الحاكم " لم يفصل فيها " ..
* الثغرة السابقة : الطريقة الدقيقة لتولية الحاكم .. يقول في حالة من الحالات بويع الحاكم بطريقة مخصوصة " مختلفة " ..
* لثغرة الثالثة : اختصاصات الخليفة ..

الرد على أ اتفق معك ان هناك مساحة واسعة للاجتهاد البشري وخصوصا في القضايا المستجدة ..
اما في المبادئ وفروعها الاساسية فالاسلام جاء واضحها .. والقاعدة الشرعية { لا اجتهاد في موضع نص } ..
وليس هناك مساحات بيضاء او فارغة في الشريعة .. في قوله تعالى { ما فرطنا في الكتاب من شيء } ، وقوله { اليوم اكملت لكم دينكم } ..
والاجتهاد لا يكون بعيدا عن الادلة من القرآن والسنة واجتهاد الصحابة والقياس .. والا لاصبح ابتداع ..
وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم عندما ارسل معاذ قاضيا { ولاحظ هنا السلطة القضائية }
ساله الرسول : بم تحكم .. فاجاب : بكتاب الله ، قال الرسول : فان لم تجد : فاجاب بسنة رسوله : فساله : ان لم تجد ، قال اجتهد رأيي لا الو " اجتهد ضمن اطار الكتاب والسنة " ..

الرد على ب فهمك بعيد كليا عن القرآن والسنة ..
ولو كان يوجد فراغ دستوري .. فسيكون هناك فراغ قرآني ( لان القرآن هو دستور الدولة الاسلامية ) ..
للاسف ان يصدر هذا الحكم من شخص بعلمك ..

بالنسبة لمدة الحاكم :
فهي لم تحدد لحكمة واضحة وظاهرة ..
الان خلافة ابو بكر : سنتان كلها عدل خلافة عمر : 10 سنوات ( كلها عدل ) .. عثمان .. علي .. على نفس الشاكلة ..
واما قاعدة المدة فهي قوله صلى الله عليه وسلم { خيار ائئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ... وشرار ائئمتكم الذين تلعنونهم ويلعنونكم .. قالوا : افلا ننابذهم بالسيف ( يعني نشيلهم من الحكم ) .. قال عليه السلام : لا ما اقاموا فيكم الصلاة } والصلاة كناية عن اركان الدين .. والعدل من اركان الدين ..
اذا مدة الحاكم في الشريعة : حسب اقامته لواجبات الدين .. قد تكون يوم واحد .. وقد تكون 20 سنة .. وهذا ليس اجتهاد وانما داعمة من دعامات الحكم الاسلامي ..
وهنا اسالك بما انك مع انصار تحديد المدة : لو تم وضع حاكم لمدة رئاسية 5 سنوات .. وبعد السنة الاولى بدا بسرقة خزينة الدولة هل تسكت عليه بحجة انه لم يقض مدته بعد !!
عجيب استبدال الشريعة بافكار الغرب المنحط ..

بالنسبة للثغرة 2 : طريقة تولية الحاكم
فانت اجبت نفسك بنفسك .. قلت هناك بيعة ترشيخ وهناك بيعة رضى من الشعب .. وهذه طريقة تولية الحاكم الشرعية ..

بالنسبة للثغرة 3 : اختصاصات الخليفة
فاختصاصات الخليفة واضحة : متابعة شؤون الدنيا والدين ..
ولا تقل لي بان ابو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وعبد العزيز .. وسائر الخلفاء من بعدهم لم يكونوا يعرفوا ما صلاحياتهم واختصاصاتهم ..
والا لما تجاوز المسلمون المدينة .. لما وصلوا لفارس والروم .. لما فتحوا قرية واحدة ولا مدينة ..

القضية الرابعة :

قوله " الدولة الاسلامية المدنية " .. فيساله الظفيري : هذا خلط وتبرير تفعله الحركات الاسلامية اليوم :
اجاب صحيح .. ولكن بالنسبة لي عندي مبرر : وهو انه لا يوجد تعريف واحد للنظام الديموقراطي .. ولا يوجد صيغة ثابتة للحكم الاسلامي ..
فبامكاننا الملائمة بين مبدأ من هنا ومبدأ من هناك ..
ويضيف هناك كلام صحيح وجميل : { بان الشريعة ليست هي قانون الحدود والعقوبات .. وبان يجب توفير الضرورات قبل تطبيق الاحكام ..
وامور اخرى جميلة منها : ان متوسط سن الزواج في البلدان العربية 40 سنة .. وهذا غير معقول .. ثم نطالب بتطبيق الحدود على الناس ..

الرد صحيح بانه لا يوجد تعريف واحد للديموقراطية ..
ولكنها في موضوع الدولة المدنية والدولة الدينية واضحة ..
الديموقراطية تعني : ان يشرع الشعب كما يحلو له .. وان يتم التصويت على سائر القضايا ..
مثل ان يصوت الشعب : هل يريد حجاب ام لا .. هل يريد مراقص ام لا .. هل يريد ان يجاهد ام لا .. هل يتعامل بالربا ام لا .. هل يتعامل مع قتلة المسلمين ام لا .... الخ
وبالديموقراطية : كآلية مثالية غير صالحة للتطبيق ..
فمثلا امريكا : وهي ربيبة الخيار الديموقراطي وعند اختيار الحاكم ..
الشعب الامريكي يمثل نسبة 100 % .. المسجلون للتصويت حوالي : 70 % المشاركون بادلاء اصواتهم : 60 % ..
يكون هناك اثنان او ثلاثة من المرشحين .. يتقاسموا النسبة : فيفوز المرشح بنسبة قصوى 30 % .. من ضمنهم 5 % اللوبي الصهيوني الذي يحدد فعليا من هو الحاكم ..
وهذا يعني بان ما نسبته 70 % لم يقروا باختيار الحاكم المنتخب .. !! كنسب تقريبية ..
ومثال آخر : حرب فيتنام قامت بها امريكا بعيدا عن راي الشعب الامريكي .. وغزو العراق .. وهذا مثال اخر على الديموقراطية في الجانب الاستعماري ..
وقس على ذلك التجربة الديموقراطية في مصر وهي الاقرب : مرسي فاز بفارق 3 % .. عن شفيق ..
ونسبة كبيرة من الاصوات ذهبت الى المرشحين الخاسرين .. وهذا يعني بان غالبية المصريين لا يرضوا بالاخوان كحكام ( فاين الحرية المزعومة ) .. !!
اين الديموقراطية نفسها يا دكتور .. ؟
بخلاف الحكم الاسلامي : الذي يشترط بيعة الانعقاد " المصادقة " من عامة المسلمين حتى يكون الحاكم شرعياً ..


القضية الخامسة :

أ يقول بانه يؤمن بالحرية .. اذا كان المجتمع مسلم فسيدعم التشريع الاسلامي ..
واذا اصبح المجتمع بعد التطور غير مسلم .. فتطبيق الشريعة اكراه لا يصح ..
ب ويساله الظفيري : اذا كان المجتمع غير مسلم .. فيجيب : ليس من حق احد ان يفرض عليه ما يريده ..
ج ويساله : هناك ثوابت : يجيب الجمهور هو الذي يحدد ثوابته ..
{ وامور اخرى لا انقلها بالتفصيل لان الوقت سيطول .. لكن الحديث هنا في هذا الرد سيكون على الافكار العامة .. }

ثم يضيف تعليقا على كلام الشيخ المنجد : ويتحدث عن الذرائعية لدى بعض الحركات المحسوبة على العمل الاسلامي ..
وقصد هنا السلفيين في مصر .. واضيف من عندي كذلك : الاخوان المسلمين ..
" هنا الرد بعبارة واحدة : جميع هذه الحركات التي تدعم الحكام العرب الذين لا يطبقون شرع الله ليسوا بامثلة على الاسلام السياسي الصحيح " ..

الرد على أ كلام فارغ .. اذا كانت نسبة المنافقين واليهود زمن الرسول عليه السلام اكثر من نسبة المسلمين " مهاجرين وانصار " ..
فلماذا طبق الرسول الاسلام في المدينة .. !!

الرد على ب فلماذا حارب ابو بكر الصديق المرتدين بعد موت الرسول عليه السلام ..
المرتدين كانوا فئة كبيرة من العرب لا تريد اداء الزكاة ..
فقال ابو بكر قولته المشهورة " والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم عليهم " .. بموافقة الصحابة كلهم ..
وانظر هنا : عقال بعير يعني " مربط فرس " .. مش زكاة ولا صلاة ولا حج ولا ولا ...
ومن ثم : لماذا طبق المسلمون الاسلام في البلاد التي فتحت .. فلما راى الناس العدل دخلوا في الاسلام .. ؟
اي ان تطبيق الاسلام كان قبل اسلام السكان .. وهذه سمة تاريخية لا تحتاج الى اثبات !!


الرد على ج اقرب مثال على الثوابت يا دكتور وخصوصا انك فلسطيني من غزة
هي ثوابت منظمة التحرير ومن ورائها حكام العرب كلهم ..
قالوا 1 - فلسطين من النهر الى البحر
2 - فلسطين ال 67
3 - فلسطين الضفة والقطاع
4 - فلسطين رام الله

فاين ثوابت الشعوب العربية كلها بلا الثوابت الاسلامية .. الجواب ببساطة : لا ثوابت .. !!


القضية السادسة :

تفسيره للحاكمية في القرآن والسنة بكلمة واحد : بالسلطة القضائية ..
الظفيري : هذه نظرية كبيرة .. وتحتاج الى نقاش واسع ..
ويضيف : اي ان الحاكمية غير متعلقة بالجانب التنفيذي " السلطة التنفيذية " ..

الرد هذه نظرية ماتت قبل ان تولد !! .. لا تستحق حتى الرد .. اللهم ليرى القارئ التضليل ..
الحاكمية : من الحكم ..
والحكم يشمل جوانب الدولة المختلفة ..
يشمل الجانب : التشريعي .. القضائي ، التنفيذي .. واقعا ولغة واصطلاحاً ..

القضية السابعة :

سؤال الظفيري له عن مسالة الفن الابداع الرقص ، العري ..
يجيب : باستثناء العري .. كله متاح للاجتهاد ..
ويضيف : ثقافة الشعب هي الضمانة الاولى .. راهنوا على الشعب ثقافة وتوعية ..

الرد ننتظر اجتهاداتك لنا في الرقص والمسرح ..
واود ان اسالك : هل يجوز للمرأة ان ترقص في الدولة الاسلامية اذا ما كانت ساترة لجسدها بالزي الشرعي ؟


القضية الثامنة :

سؤال عن الفرق بين الشورى والديموقراطية ..
يجيب : تجربة الشورى ( تجربة مجهضدة ) ..
ويقول بان الديموقراطية لا تتعارض مع الشورى .. وبانه حتى يتم احياء الشورى فيجب الاستفادة من الديموقراطية ..
ويقول : ليس من حق الدولة الاسلامية ان تعطي تفضيلات للمسلمين على حساب غيرهم ..
وليس من مهمة الدولة ان تعزز الدين وان تبشر بالدين انا غير متعاطف مع هذا ..

الرد هذه قضية تحتاج الى مبحث مستقل ..
لكن اوضح لك الفرق باختصار بين الشورى والديموقراطية ..
الشورى : لا تكون في الاحكام الشرعية .. وانما في الامور التي لم يرد بها تشريع من الامور الدنيوية التي لا ينكر بها الاختصاص..
هل نبني مصفاة نفط على الساحل .. ام بعيدا عن الساحل ؟
هل نجاهد الدولة أ ام نهادنها ..
ولا تكون بصيغة : هل نتعامل بالربا .. ام بالمصارف الاسلامية ؟

القضية التاسعة :
اسئلة واجابات سريعة
1 - ما رايك بثورة الخميني : ثورة اسلامية غيرت وجه العالم
الظفيري : لكنها انتجت دولة دينية .. يجيب كلا : ايران فيها برلمان .. وانتخابات ..
هنا يفاجئه الظفيري بسؤال آخر : في الدستور هناك نص يحدد مذهب الحاكم .. يجيب : نعم للاسف ..
ويعترض على الامر ..

الرد ايران يا اعزائي الان بها مناطق جبيلة كاملة " تمارس بها الدعارة بحرية " ..
واصلا الشيعة الكلاسيكيون اتجهوا " قبل ثورة الخميني " .. اتجاه اليهود ..
فقالوا : لا اسلام الا بخروج المهدي المنتظر .. واليهود يقولون اليوم : لا يهودية كاسحة الا بخروج المسيخ الدجال .. !!
وهم الان يمارسون التطهير العرقي ضد السنة في اقليم " الاحواز " وغيرها .. ودولة ايران اليوم : بغض النظر عما تحب ان تسميها .. دولة مدنية .. ام دينية .. ام فرانكفوتية ..
بدفاعك عنها : فقد سحقت مجمل افكارك السابقة .. واتيت بمثال شنيع عن حقيقة الدولة " المدنية " ..
دولة مدنية : لا تحارب امريكا .. وترسل جيشها لقتل المسلمين في سوريا .. ثم تتقول عن بشار بانه مجرم .. !!

2 - ما رايك بمصطلح : أسلمة العلمانية
يجيب : العلمانية جزء منها اسلامي لانها حدت من السلطتين الرسمية والكنسية ( وهذا من منجزاتها ) ..

الرد يعني نحن نعيش الآن في دول اسلامية .. الدين في المسجد .. والخرافات في الشارع .. وفي الجيوش .. وفي الموقف العربي ..
ننتظر نظريات اخرى اذن عن : اسلمة الالحاد .. واسلمة الزندقة .. واسلمة التقية ...

هذه البنود العامة للرد .. علما باني ساقوم بالعودة الى تخريج الاحاديث والادلة والمصادر قبل ارساله الى ذوي الشان ..
وهو رد جاهز بهذه الصورة للتداول لمن اراد تناقله الى مكان وآخر ..


مع التحية والتقدير .. سهم 2 11 2012