-كل مسلم يَعْلَمُ أنّ الرُّؤى مذكورةٌ في القرآن الكريم، وقد جَعَلَ اللهُ تعالى تَفسيرَالرُّؤى عِلماً عَلَّمَه اللهُ لنبيهِ يوسف عليه السلام، وإنّ اللهَ لا يُعَلِّمُ الناسَعامةً والأنبياءَ خاصةً إلا ما فيه مَنفعةٌ لهم في دِينهم ودُنياهم.
قال الله تعالى لنبيه يوسف:(وكذلك يَجتبيكَ ربُّك ويُعلِّمُك مِن تأويل الأحاديث) أي تفسير الرؤى.
ولأنّ تفسيرَ الرؤى عِلمٌ نافعٌ عَلَّمَ اللهُ نَبيَّه سيدَنا محمداً صلى الله عليه وسلم، تفسيرَ الرؤى، وعَلَّمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أُمّتَه تفسيرَ الرؤى.
ولأنّ المناماتِ مهمةٌ في الحياة اعتنى الأنبياءُ بها وبتفسيرها، كما في سورةِ يوسف وكما في صحيح البخاري ومسلموكتب الصحاح وكتب السنن والمسانيد وسائر كتب الحديث الشريف.
روى مسلم في صحيحه عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ كَانَ مِمَّايَقُولُ لأصْحابِهِ: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ رُؤْيَا فَلْيَقُصَّهَا أَعْبُرْهَا لَهُ".
وروى البخاري في صحيحه عن سَمُرَةَ بنِ جُندب قال: كان رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يقولَ لأصحابهِ: هل رأى أحدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا ؟ قال: فَيَقُصُّ عليه مَنْ شاء اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ.
وروى البخاري: كان النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ إذا صلَّى صلاةً أَقْبَلَ علينا بِوَجْهِهِ فقال: مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ قالَ سمرة: فإنْ رأى أحدٌ قَصَّها فيقولُ: ماشاءَ اللَّهُ فَسَأَلَنَا يَوْمًا فقال: "هَلْ رأى أحدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا ؟ قُلْنَا:لا، قَال: "لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي .." ثم ذكر حديثاً طويلاً عجيباً.
وروى أحمد بن حنبل وابن حبان عن سمرة بن جندب قال: كان رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذا صلَّى صَلاةَ الْغَداةِ أَقْبَلَ علينا بِوَجْهِهِ، فقال: "هل رأى أحدٌ مِنْكُم الليلةَ رُؤْيَا؟"فإنْ كان أحدٌ رأى تلك الليلةَ رُؤْيَا قَصَّها عليه، فيقولُ فيها ما شاء اللَّهُ أنْ يَقُولَ، فَسَأَلَنَا يَوْمًا فقال: "هَلْ رَأى أَحدٌ مِنْكُم اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟" فَقُلْنَا: لا. قال: " لَكِنْ أَنَا رَأَيْتُ – الليلة - رجلين..."
والأحاديث كثيرة جداً في عناية النبي صلى الله عليه وسلم بالرؤى وتفسيرها والثناء على الرؤى الطيبة، وهي مدوّنة فيكتب السنّة بأسانيد صحيحة وثابتة.
وانتقل هذا العلم النفيس من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، وانتقل من أصحابه إلى التابعين، وهكذا بقيت سلسلة الذهب تتسلسل من أمّة طيّبة خيّرة إلى أمّة طيّبة خيّرة، وبقيت مكانة هذا العلم عظيمةوشريفة في القلوب والنفوس، فعُقدتْ له الأبواب والكتب في كتب السنّة المطهرة، من صحاح وسنن ومصنّفات، وتناثرت الأحاديث والأخبار والروايات عن الرؤى وتفاسيرها وسطرت في الكتب المتنوعة من الكتب المسندة، وأُلِّفَت في عِلم التفسير: الكتب الكثيرة، وكل هذا لأنّ للرؤى مكانة في الإسلام.
حتى جاء في عصرنا هذا من يستخف بتفسير الرؤى، استخفافاً مخزياً يعجب السامع: كيف يصدر من إنسان محسوب على علماء الأمّة ومفكريها، ويُعمّم في الحكم على تفسير الرؤى والمفسرين لها، من غير تمييز بين المفسر المتخصص الفاهم الحاذق، وبين الدجال الخرافي الجاهل في علم تفسير الرؤى، كما أن غيابالتصور الصحيح عن علم التفسير ومصادره، يدفع مثل هذه النماذج من المعترضين إلى التشنيع على تفسير الرؤى. بالإضافة إلى الجهل بالسنة وفقهها يجعل مثل هؤلاء الناس يتسرعون فيتهورون في الإنكار على تفسير الرؤى.
والله المستعان .. على مايصفون ..
----------------------------------------
منقول عن مستشار الأحلام
لتفسير الأحلام من داخل الإمارات: أرسل حلمك على رقم4022 من اتصالات، وقريبا عبر موقع الشيخ أديب من كل أنحاء العالم